أعلنت إسرائيل انضمامها إلى مبادرة «Pax Silica»، وهي مبادرة دولية تقودها الولايات المتحدة وتهدف إلى تنسيق الجهود في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والصناعات المتقدمة. وجاء الإعلان خلال مؤتمر دولي شاركت فيه عدة دول تتصدر المشهد الصناعي والتقني العالمي.
تسعى المبادرة إلى بناء إطار للتعاون الصناعي والتكنولوجي يهدف إلى تأمين سلاسل التوريد الحساسة وتطوير قدرات مشتركة في مجالات الابتكار الرقمي. وتطمح الولايات المتحدة من خلال هذا الائتلاف إلى إنشاء شبكة تكنولوجية متماسكة قادرة على مواجهة الاختلالات التي شهدها الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة، خصوصاً في قطاع الرقائق الإلكترونية.
انضمام إسرائيل إلى هذه المبادرة يعكس سعيها إلى توسيع مشاركتها في الأطر الصناعية العالمية وتعزيز مكانتها كمركز بحثي وتطبيقي في مجالات التقنية المتقدمة. تمتلك إسرائيل بيئة بحثية متطورة في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتقنيات الدفاعية، ما يجعلها مؤهلة للمساهمة في المبادرات التي تتطلب مستوى عالياً من الابتكار والتخصص العلمي.
على المستوى الاستراتيجي، يعبر هذا الانخراط عن تقارب متزايد بين إسرائيل والدول الغربية في القضايا المرتبطة بـ«السيادة التكنولوجية» وتطوير المعايير المشتركة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي. كما أنه يعزز حضورها داخل منظومة التعاون الصناعي الغربي التي تشهد إعادة تشكل بفعل المنافسة الدولية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
ورغم الطابع التقني للمبادرة، فإن أبعادها الاقتصادية والسياسية تبقى واضحة، إذ تمثل محاولة لتقليص الاعتماد على سلاسل التوريد الآسيوية وتطوير بدائل أكثر استقراراً وتوازناً. ومن المنتظر أن تساهم مشاركة الدول الأعضاء، بما فيها إسرائيل، في بلورة مشاريع مشتركة للبحث والتطوير وتبادل الخبرات في مجالات ذات أهمية استراتيجية.

