الذكاء الاصطناعي ينشئ حوارات افتراضية مع الراحلين

أضيف بتاريخ 11/18/2025
منصة ذكاء

أصبحت حلول الذكاء الاصطناعي قادرة على إعادة بناء الذكريات وتجسيد حوارات رقمية مع أشخاص رحلوا عن عالمنا. تعتمد هذه التقنيات على تحليل الصور القديمة والتسجيلات الصوتية والنصوص الشخصية، فتستطيع إنشاء نسخة افتراضية تتفاعل مع الأحياء بطريقة تشبه الشخص الحقيقي في حديثه وسلوكه. يعتقد البعض أن هذا التطور يمنح الأسر فرصة فريدة لاستعادة لحظات ثمينة من الماضي، ويتيح للأشخاص التعبير عن مشاعرهم أو معالجة ألم الفقد من خلال التواصل مع ذكريات أحبائهم بطريقة جديدة وعاطفية.

من جهة أخرى، يرى الكثيرون أن الاعتماد على هذه التقنيات يثير قضايا أخلاقية واجتماعية حساسة. يحذر متخصصون من تأثيراتها النفسية، خاصة ما يتعلق بتعميق التعلق بالأشخاص المتوفين أو تعطيل مراحل الحداد الطبيعي. تبرز هنا مخاوف بشأن ضياع الحدود بين الواقع والخيال، واحتمالية استغلال الذكريات الشخصية ضمن أطر تجارية دون احترام للخصوصية والبعد الإنساني للذكرى.

تلعب هذه الابتكارات أيضاً دوراً متنامياً في المجال الطبي، إذ تساعد بعض المرضى المصابين بفقدان الذاكرة على استرجاع تفاصيل حياتهم وتحسين تواصلهم الاجتماعي. وفي الوقت ذاته، تستخدم العائلات اللوحات الذكية في المنازل كإطارات رقمية تعرض صور الأقارب في مقاطع متحركة مؤثرة، ما يزيد من مشاعر العاطفة والحنين ويعيد إحياء لحظات كان يُظن أنها تلاشت مع الزمن.

يثير هذا الجدل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية واستعماله في إعادة تكوين الذكريات وتجاوز حدود الحزن. ويظل سؤال المسؤولية الأخلاقية وتنظيم استخدام مثل هذه التقنيات محور النقاشات في المجتمعات، مع ضرورة الحفاظ على التوازن بين الابتكار وحماية القيم الإنسانية.