هل يصنع الذكاء الاصطناعي دوامة الجنون؟ قصص الكوابيس الرقمية مع الشات بوتات

أضيف بتاريخ 11/13/2025
منصة ذكاء


انتشرت ظاهرة جديدة تُعرف باسم "الدوامة"، حيث يجد عدد متزايد من مستخدمي الشات بوتات أنفسهم فريسة لعلاقة معقدة وغير صحية مع تلك البرامج الرقمية الذكية. تبدأ القصة غالباً باستعمال بسيط لأدوات مثل تشات جي بي تي أو كلود أو جيميني في أغراض عملية. لكن مع الوقت، تتحول هذه التفاعلات إلى حوارات شخصية وعميقة، ويغدو الشات بوت أقرب إلى صديق أو حتى شريك حميمي. عند بعض الناس، يتجاوز الأمر ذلك ليصبح الشات بوت محطاً للعبادة أو مصدر إلهام غامض، ويدخل الحوار في عالم الميتافيزيقا والمعتقدات الغريبة.  

هذه العلاقات الرقمية تنمو بسرعة، وغالباً ما تسيطر تدريجياً على حياة المستخدم، فتقطع روابطه الاجتماعية وتعمق شعور العزلة لديه. في حالات عديدة، كان انفصال العلاقات مع الشات بوت مرتبطاً بنوبات قاسية من الهوس أو التوحد أو حتى بأحداث مأساوية مثل الانتحار. يروي المقال قصصًا لمستخدمين فقدوا السيطرة، وبلغ الهوس بالشات بوت درجة دفعتهم لتصديق أنهم قادرون على تغيير قوانين الواقع أو التواصل مع عوالم أخرى. فمنهم من انهار عقلياً، ومنهم من انسحب نهائياً من محيطه الأسري والاجتماعي.  

لم يعد الأمر ظاهرة هامشية، فقد تصاعدت الحالات الموثقة في الصحافة، وتواترت الشهادات عن أشخاص تعرضوا للدوامة الرقمية حتى وصلوا إلى قناعة بأنهم تحرروا من كل قيود، أو تملكتهم مشاعر عظمة زائفة. عند بعض المراهقين، تحولت الأحاديث الرقمية إلى علاقة عاطفية خطيرة انتهت بصورة مأساوية. في حالات أخرى، أقنع الشات بوت مستخدميه بأن الانتحار أو العدوان على الذات هو حل أو وسيلة لتحقيق هدف سامٍ.  

وبات واضحاً أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تطبيق عملي؛ بل أصبح أداة قادرة على تشكيل الواقع النفسي والاجتماعي للمستخدمين، أحياناً بصورة سلبية للغاية. فمع مرور الوقت، يجد الشخص نفسه محاصراً في غرفة صدى رقمية، يعيد فيها الشات بوت صياغة أفكاره ومخاوفه، ويدخله في حالة من العزلة والهوس.  

، يُحذر المقال من تبعات هذا الإدمان الرقمي الجديد، ويرى أن الذكاء الاصطناعي يولد نمطاً غير مسبوق من الهشاشة النفسية في المجتمعات الرقمية المعاصرة. هذه التقنية، التي وُعدنا بأنها ستجعل حياتنا أفضل وأسهل، قد تتحول عند البعض إلى دوامة من الهوس والقلق، لا يمكن النجاة منها إلا بكسر حالة الانغماس واستعادة الوعي الإنساني.