موجات الواي فاي تكشف الهوية البشرية بدقة مذهلة: إنجاز علمي يثير مجددا مخاوف الخصوصية

أضيف بتاريخ 10/16/2025
منصة ذكاء

​في اكتشاف يثير الدهشة والخوف في آنٍ واحد، تمكن فريق من العلماء في معهد كارلسروه للتكنولوجيا (KIT) في ألمانيا من تطوير تقنية قادرة على التعرف على هوية الأشخاص ومراقبة تحركاتهم باستخدام إشارات الواي فاي فقط، دون الحاجة إلى أي كاميرات أو معدات خاصة. تعتمد هذه التقنية على الذكاء الاصطناعي الذي يحلل الانعكاسات الدقيقة لموجات الواي فاي على جسم الإنسان ليعيد تشكيل صورة ثلاثية الأبعاد للشخص، بما في ذلك وضعيته وحركاته الدقيقة داخل المكان. 



ووفقاً للدراسة التي شملت 197 مشاركاً، تمكن النظام من تحديد هوية كل شخص بدقة وصلت إلى 100 بالمئة، بل واستطاع تمييز وضعيات الجسد المختلفة كالمشي أو الجلوس أو الانحناء، تماماً كما لو كانت كاميرا خفية تراقب في كل لحظة. المثير للقلق أن هذه التقنية لا تحتاج سوى إلى جهاز راوتر منزلي عادي، ما يعني أن أي شبكة واي فاي يمكن أن تتحول نظرياً إلى وسيلة مراقبة غير مرئية.  

يشبّه بعض الباحثين هذا النظام بمبدأ "السونار" الذي استخدمه باتمان في فيلم The Dark Knight لرصد الأجسام من خلال إشارات الهواتف المحمولة. غير أن ما كان خيالاً سينمائياً بالأمس أصبح اليوم واقعاً علمياً، بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الإشارات اللاسلكية.  

ويرى الخبراء أن هذا التقدم العلمي يحمل في طياته إمكانيات إيجابية مثل تطبيقات في الرعاية الصحية أو المراقبة الأمنية في المناطق الخطرة، لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية. إذ قد تُستغل هذه التقنية للتجسس على الأفراد داخل منازلهم دون علمهم، خاصة وأن إشارات الواي فاي غير مشفرة ضد هذا النوع من التحليل.  

تحذّر جهات مختصة من أن انتشار هذا النوع من الأبحاث قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من أدوات المراقبة غير المرئية التي تتجاوز حدود الكاميرات التقليدية. وبينما يحتفي المجتمع العلمي بقدرة التكنولوجيا على "الرؤية من دون عيون"، يتساءل كثيرون عما إذا كانت منازلنا ما تزال أماكن خاصة أو تحولت إلى فضاءات قابلة للرصد عبر موجات الواي فاي.