في مقابلة مع صحيفة "جون أفريك"، تحدث هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالمغرب، عن أهمية تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتناسب مع واقع القارة الإفريقية. أوضح الهبطي أن التركيز على ما يسميه "النماذج الفرُجالية" يتيح للباحثين العمل بكفاءة رغم محدودية الموارد، من خلال تصميم خوارزميات أقل استهلاكاً للطاقة والبيانات.
أشار الهبطي إلى أن هذه المقاربة ليست مجرد خيار تقني، بل ضرورة تفرضها التحديات المحلية مثل ضعف البنية التحتية الرقمية وتعدد اللغات. كما لفت إلى أن مبادرات مثل صندوق الذكاء الاصطناعي الإفريقي والمراكز البحثية في دول مثل رواندا ومالي بدأت بالفعل في تقديم تطبيقات عملية في مجالات مثل الصحة والزراعة.
في حديثه مع "جون أفريك"، شدد الهبطي على أهمية وجود تشريعات إفريقية واضحة لحماية البيانات، معتبراً أن ذلك ضروري لضمان استفادة القارة من إمكانياتها الرقمية. كما أكد على دور الجامعات والمؤسسات في تعزيز التكوين العملي للطلاب والباحثين، بهدف تطوير حلول واقعية تلبي احتياجات المجتمعات المحلية.
يرى الهبطي أن الطريق أمام الذكاء الاصطناعي في إفريقيا ما زال طويلاً، لكنه يؤمن بأن الاستثمار في البحث العلمي والتدريب سيساعد على تحقيق نتائج ملموسة خلال السنوات القادمة.
وأشار الهبطي إلى مشاريع ملموسة في مجال الصحة، مثل المستشفى الجديد التابع للجامعة الذي تم تصميمه خصيصاً لجمع وتحليل البيانات الطبية، مع التركيز على دراسة الأورام وتسلسلها الجيني لفهم خصوصيات انتشارها في المنطقة. كما أكد على أهمية تطوير خوارزميات قادرة على العمل بكفاءة حتى مع قواعد بيانات غير مكتملة، مقارناً نجاح هذا النموذج بتجربة الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول في إفريقيا.