الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
شهد أسبوع الذكاء الاصطناعي في دبي دعوات قوية لتعزيز دور العالم العربي ليس فقط كمستهلك، بل كمساهم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. أكد خبراء ضرورة إدماج المحتوى العربي والإسلامي في هذه الأنظمة، وغرس الهوية الثقافية والدينية فيها، مع التحذير من مخاطر تقديم الذكاء الاصطناعي لمعلومات قد تبدو صحيحة لكنها غير دقيقة، خاصة للشباب.
كما برزت أهمية حماية الملكية الفكرية والهوية الثقافية في عصر الذكاء الاصطناعي، وضرورة وضع استراتيجيات موحدة لضمان الاستخدام العادل والفعال لهذه التقنيات. وتستثمر دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات، بشكل كبير في البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات، في إطار رؤى وطنية تهدف إلى ريادة المنطقة في مجال الذكاء الاصطناعي.
التحول الرقمي وريادة الأعمال في المغرب
يشهد المغرب دينامية قوية في مجال التحول الرقمي وريادة الأعمال، حيث ناقش جامعيون وخبراء في فاس تحديات الابتكار في عصر الرقمنة، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والبيئية المتسارعة. ركزت الندوات على أهمية الذكاء الاصطناعي كرافعة للتحول والابتكار، وأبرزت دور الجامعات في دعم البحث العلمي وتكوين الكفاءات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة.
في القطاع القضائي، أكد مسؤولون أهمية استثمار التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الشفافية والنجاعة القضائية، مع إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في المنظومة القضائية لتحسين الأداء وتسهيل الولوج إلى العدالة.
تحديات الصحافة العربية بين الرقمنة والاستقلالية
تعاني الصحافة العربية، وخاصة المغربية، من تحديات اقتصادية وهيكلية كبيرة. أظهرت الإحصائيات أن معظم المؤسسات الصحفية تسجل نتائج مالية سلبية، ما ينعكس على جودة واستقلالية الإعلام. كما تزداد هيمنة الإعلانات والبحث عن التفاعل الرقمي على حساب المصداقية، في ظل ضعف الإقبال على الاشتراكات في الصحف الورقية والإلكترونية.
ورغم ذلك، تواصل الصحافة العربية تطورها عبر منصات إلكترونية جديدة، مع بروز عناوين بارزة مثل "الشرق الأوسط"، "العربي الجديد"، "هسبريس"، و"الجزيرة"، إضافة إلى صحف مغربية مثل "المساء"، "الصباح"، و"الأحداث المغربية".
التعليم الرقمي للأطفال في إفريقيا
تتسارع وتيرة التحول الرقمي في قطاع التعليم الإفريقي، مع بروز مبادرات مبتكرة مثل "Mobdie" المغربية، التي تقدم صناديق تعليمية لتعريف الأطفال بأساسيات البرمجة والذكاء الاصطناعي بطريقة تفاعلية. كما طورت شركات نيجيرية منصات رقمية تفاعلية لتعليم الأطفال عبر اللعب، بهدف تقليص الفجوة في جودة التعليم بين المناطق الحضرية والريفية.
المشهد الثقافي والإبداعي العربي
أكدت تقارير اليونسكو على حيوية الإبداع في العالم العربي، ودور اللغة العربية كعنصر موحد في المشهد الثقافي، خاصة مع بروز جيل جديد من المبدعين الشباب. كما تتواصل الجهود لتعزيز التعاون الثقافي بين المؤسسات العربية، مثل توقيع اتفاقيات بين مكتبات وطنية مغربية وقطرية لدعم الرقمنة وتبادل الخبرات في حفظ التراث الوثائقي.
أبرز التحديات والآفاق
-
الاقتصاد العربي: يتوقع أن تسجل الاقتصادات العربية نمواً بنسبة 3.3% في 2024، مع انخفاض التضخم، رغم استمرار التحديات الناتجة عن الصراعات الإقليمية والتقلبات الاقتصادية العالمية.
-
التحول التكنولوجي: تتفاوت دينامية الرقمنة بين دول الخليج المتقدمة ودول المشرق التي تواجه تحديات في البنية التحتية الرقمية.
-
الهوية الثقافية: تبرز الحاجة لتعزيز حضور اللغة العربية والمحتوى المحلي في الفضاء الرقمي، مع حماية الإبداع والملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي.