كيفن وايل : النماذج الحالية ستكون الأسوأ في المستقبل القريب

أضيف بتاريخ 04/18/2025
منصة ذكاء

تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم تطوراً غير مسبوق، لدرجة أن النماذج التي نستخدمها حالياً هي "الأسوأ" التي سنستخدمها على الإطلاق، وفقاً لما أكده كيفن وايل، رئيس المنتجات في شركة OpenAI. هذا التصريح الجريء يعكس تسارعاً مذهلاً في وتيرة التقدم، حيث تقلصت دورة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي من 6-9 أشهر إلى 3-4 أشهر فقط، مع كل جيل جديد يقدم قفزات نوعية في القدرات والمنطق، كما أوضح وايل في حوار حديث حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

واحدة من أبرز ملامح هذا التقدم هي الانخفاض الهائل في تكلفة الذكاء الاصطناعي، حيث تراجعت التكاليف بما يفوق مئة ضعف مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات قليلة، متجاوزة بذلك حتى قانون مور الشهير في عالم الحوسبة، والذي ينص على تضاعف القوة الحسابية كل عامين تقريباً. اليوم، أصبح تدريب النماذج وتشغيلها أرخص وأسرع بكثير، مما يفسح المجال لاعتماد واسع النطاق لهذه التقنيات في مختلف القطاعات، من التعليم إلى البرمجة والصحة والصناعة.

ويشير وايل إلى أن فلسفة OpenAI تقوم على ما يُسمى "الحد الأقصى للنموذج"، أي أن التحسينات المتسارعة تجعل من الأفضل البناء على القدرات الناشئة بدلاً من التركيز على معالجة القيود الحالية. هذا النهج يفرض على المطورين والشركات إعادة التفكير في طرق العمل، حيث لم يعد ممكناً الاكتفاء بإضافة الذكاء الاصطناعي كميزة جانبية، بل يجب إعادة تصميم المنتجات والخدمات من الأساس لتتلاءم مع الإمكانيات الجديدة للذكاء الاصطناعي.

من الأمثلة البارزة على هذا التحول، قدرة النماذج الجديدة مثل سلسلة "ستروبيري" ونموذج o1 على تحقيق نتائج مذهلة في اختبارات معقدة، حيث سجل o1 نسبة نجاح بلغت 83% في امتحان التأهل للأولمبياد الدولي للرياضيات، مقارنة بـ 13% فقط للنموذج السابق. هذه القفزات تؤكد أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً على أداء مهام تتطلب تفكيراً نقدياً وتحليلاً عميقاً، وهو ما كان حكراً على البشر حتى وقت قريب.

ومع هذا التقدم، تبرز تحديات جديدة تتعلق بمستقبل المهن التقليدية، خاصة في مجال البرمجة، حيث يتوقع وايل أن تتفوق النماذج الذكية على المبرمجين البشر في غضون عام واحد فقط. إلا أن هذا لا يعني نهاية دور الإنسان، بل انتقاله إلى أدوار إشرافية وإبداعية تركز على إدارة الذكاء الاصطناعي وتوجيهه نحو حلول مبتكرة.

في ظل هذا المشهد المتغير بسرعة، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية استثمار هذه الطفرة التقنية بشكل مسؤول وفعّال، لضمان استفادة المجتمعات والأفراد منها، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والاجتماعية التي تفرضها هذه الثورة الرقمية. لمزيد من التفاصيل حول تصريحات كيفن وايل وتطور نماذج OpenAI، يمكن الرجوع إلى المصادر التالية: OpenAI CPO Kevin Weil على لينكدإن تحليل ARK حول تكلفة تدريب الذكاء الاصطناعي مقال LennysNewsletter حول فلسفة OpenAI تقرير TurtlesAI حول مستقبل البرمجة والذكاء الاصطناعي