يستعد المشهد التكنولوجي الأفريقي لتحول جذري مع إعلان شركة كاسافا تكنولوجيز، التي أسسها الملياردير الزيمبابوي سترايف ماسيويا، عن شراكة مع عملاق التكنولوجيا الأمريكي نفيديا لاستثمار غير مسبوق بقيمة 720 مليون دولار في أول بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في القارة.
سيبدأ تنفيذ هذا المشروع الطموح في جنوب أفريقيا في يونيو 2025، مع تركيب 3000 وحدة معالجة رسومات (GPU) من نفيديا. وفي هذا السياق، يقول ماسيويا، الذي تقدر ثروته بـ 1.2 مليار دولار: "بناء بنية تحتية رقمية لاقتصاد الذكاء الاصطناعي أولوية إذا أرادت أفريقيا الاستفادة الكاملة من الثورة الصناعية الرابعة". وسيتوسع المشروع لاحقاً ليشمل مصر وكينيا والمغرب ونيجيريا، بهدف الوصول إلى 12000 وحدة معالجة رسومات موزعة في جميع أنحاء القارة خلال الثلاث إلى أربع سنوات القادمة.
ستعمل هذه المبادرة على تحويل المشهد الرقمي الأفريقي من خلال أجهزة الكمبيوتر الخارقة المتطورة. ويؤكد هاردي بيمهيوا، رئيس ومدير تنفيذي كاسافا، على الأهمية الاستراتيجية للمشروع قائلاً: "إذا لم نتخذ الخطوة الأولى لاستثمار رأس مالنا، مهما كان محدوداً، فلا يمكننا أن نتوقع من الآخرين القيام بذلك. الأمر يتعلق بضمان عدم تخلف أفريقيا عن الركب."
ستتيح البنية التحتية للشركات والحكومات والباحثين الأفارقة الوصول إلى قدرات حوسبة متقدمة للذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على البيانات داخل حدود القارة. وستقوم شبكة الألياف البصرية عبر القارة الأفريقية التابعة لكاسافا بتوزيع هذه الخدمات من خلال مراكز بيانات مصممة لتحسين استهلاك الطاقة. ويضيف ماسيويا: "يوفر مصنع الذكاء الاصطناعي البنية التحتية اللازمة لتطوير هذا الابتكار، مما يمنح الشركات والشركات الناشئة والباحثين الأفارقة إمكانية الوصول إلى بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي لتحويل أفكارهم الجريئة إلى اختراقات ملموسة".
تمثل هذه المبادرة نقطة تحول حاسمة في تاريخ التكنولوجيا في القارة، مما يضع أفريقيا كلاعب صاعد في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي. ومن خلال التركيز على تطوير حلول محلية لمواجهة التحديات الأفريقية، يرسي هذا المشروع أسس السيادة الرقمية المستدامة.