تثير تنبؤات عالم المستقبليات راي كورزويل جدلاً واسعاً حول مستقبل الذكاء البشري والرقمي. فوفقاً لرؤيته المستقبلية، سيشكل الذكاء البشري نسبة ضئيلة للغاية من إجمالي الذكاء في المستقبل، حيث سيهيمن الذكاء الرقمي على ما يزيد عن 99% من القدرات الذكائية المتاحة.
وكما ورد في تقرير صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، يتوقع كورزويل، الخبير البارز في مجال الذكاء الاصطناعي والعامل في شركة غوغل، أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على القدرات البشرية بحلول عام 2029. ويذهب إلى أبعد من ذلك بتنبؤه بحدوث ما يسميه "التفرد التكنولوجي" بحلول عام 2045، حيث سيندمج الذكاء البشري مع التكنولوجيا الرقمية في كيان هجين غير مسبوق.
ومن أبرز تنبؤات كورزويل المثيرة للاهتمام إمكانية وصول البشر المباشر إلى الحوسبة السحابية عبر أدمغتهم، وذلك من خلال تقنيات متقدمة كالروبوتات النانوية. هذه الرؤية المستقبلية تفتح آفاقاً جديدة في مجالات الطب والتعليم والابتكار، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات عميقة حول الجوانب الأخلاقية والوجودية لهذا التحول الجذري.
يواجه المجتمع العلمي والإنساني تحدياً غير مسبوق في التعامل مع هذا المستقبل المحتمل. فبينما يبشر البعض بإمكانيات هائلة لتحسين الحياة البشرية، يحذر آخرون من مخاطر فقدان السيطرة على هذه التكنولوجيا المتقدمة وتأثيراتها على الهوية البشرية.