يطرح فرانسوا راستييه، عالم اللغويات الفرنسي، في كتابه الجديد "الذكاء الاصطناعي قتلني" تحليلاً لتداعيات الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستقبل البشرية. يكشف الكتاب، الصادر عن دار نشر إنترفال، عن مخاطر وتحديات غير مسبوقة تواجه المجتمع المعاصر.
وفي مراجعة نشرتها ماري-آن شابان على مدونتها، تسلط الضوء على حادثة مثيرة للقلق حيث أعلن ChatGPT وفاة راستييه نفسه، متجاهلاً نفي محاوره المتكرر. هذه الواقعة تجسد بشكل صارخ المخاوف التي يطرحها الكتاب حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تشويه الحقائق وإعادة كتابة التاريخ.
يحذر راستييه من خطورة الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، مشيراً إلى تآكل المسؤولية الفردية وتراجع دور الوالدين والمعلمين. كما يتناول إشكالية اختفاء المصادر الأصلية في نتائج البحث، مما يخلق حلقة مغلقة من النصوص المولدة آلياً.
يتعمق الكتاب في دراسة العلاقة المعقدة بين الزمن والواقع في عصر البيانات الرقمية، حيث يتم اختزال الفضاء والزمن إلى بُعدين فقط. هذا التحول، وفقاً لراستييه، يؤدي إلى تشويش إدراكنا للواقع وتعزيز انتشار نظريات المؤامرة.
يثير الكتاب تساؤلات جوهرية حول مستقبل الذاكرة الجماعية في عالم يصعب فيه التمييز بين الحقيقة والوهم. وكما يقول راستييه: "نحن نواجه تحدياً غير مسبوق في الحفاظ على أصالة التجربة الإنسانية في مواجهة طوفان المحتوى المولد آلياً."