الذكاء الاصطناعي يغير وجه الحرب الحديثة

أضيف بتاريخ 02/25/2025
منصة ذكاء


يعرف العالم تحولاً جذرياً في طبيعة النزاعات المسلحة مع دخول الذكاء الاصطناعي كعنصر حاسم في المعادلة العسكرية. فالتطور المتسارع في قدرات الحوسبة والخوارزميات المتقدمة يفتح آفاقاً جديدة في مجال العمليات العسكرية، من جمع المعلومات الاستخباراتية وصولاً إلى اتخاذ القرارات التكتيكية.

وفي حوار أجرته الإذاعة الفرنسية "فرانس كولتور" في برنامج "الشؤون الخارجية" مع نخبة من الخبراء العسكريين والباحثين، برزت معالم هذا التحول الاستراتيجي. فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح عنصراً أساسياً في تشكيل مستقبل القوة العسكرية.

تكشف التجارب الميدانية في أوكرانيا وغزة عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير موازين القوى. فالطائرات المسيرة المدعومة بخوارزميات متطورة تمكنت من تحقيق نتائج غير مسبوقة في ساحات المعارك. لكن هذا التطور يثير تساؤلات عميقة حول دور العنصر البشري في صنع القرار العسكري.

يواجه قادة الجيوش تحدياً مزدوجاً: كيفية الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على السيطرة البشرية على القرارات المصيرية. فالسرعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات وتحليل المواقف تتطلب توازناً دقيقاً بين الكفاءة العملياتية والضوابط الأخلاقية.

تبرز أوروبا كنموذج في محاولة تطوير منظومة عسكرية تجمع بين التفوق التقني والالتزام بالمعايير الأخلاقية. فرغم التحديات التي تواجهها في منافسة القوى العظمى، تسعى لتطوير حلول تقنية موثوقة تحترم القيم الديمقراطية.

يبقى السؤال المحوري: هل يمكن للمجتمعات الديمقراطية أن تحافظ على تفوقها العسكري دون التضحية بقيمها الأساسية؟ الإجابة تكمن في قدرتها على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تخضع للرقابة والمساءلة، مع الحفاظ على السرعة والكفاءة اللازمتين للعمليات العسكرية الحديثة.