الذكاء الاصطناعي يدخل المعابد: عندما تلتقي التكنولوجيا بالإيمان

أضيف بتاريخ 02/25/2025
منصة ذكاء


بدأت المؤسسات الدينية تواجه تحدياً جديداً يتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الروحية. ففي كنيسة القديس بطرس في لوسيرن السويسرية، شهد خريف 2024 تجربة غير مسبوقة حيث تمكن الزوار من التحدث مع نسخة رقمية من المسيح، مدعومة بتقنية GPT-4o من شركة OpenAI.

وكما ورد في صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقال نُشر في 9 فبراير 2025، فإن هذه التجربة الفريدة جمعت ما يقرب من 900 محادثة مع زوار متنوعين، معظمهم من المسيحيين، في حوارات عميقة حول القضايا الروحية والوجودية.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، تتخذ المؤسسات الدينية مواقف متباينة. فقد أعلنت جامعة الأزهر عن إنشاء كلية مخصصة للتكنولوجيات الحديثة، بينما حذر الفاتيكان من مخاطر هذه التقنيات مع الاعتراف بإمكاناتها. وفي اليابان، تم تطوير روبوتات على شكل رهبان بوذيين في المعابد، في حين طور حاخام في هيوستن خطباً دينية باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتتعدد التطبيقات الدينية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، من Magisterium وCatholicChat للكاثوليك، إلى AskBuddha للبوذيين، وMyQuran للمسلمين. لكن السؤال الأساسي يظل قائماً: هل يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل العلاقة الإنسانية المباشرة مع الإيمان؟

يرى الحاخام الأوروبي الأكبر بينخاس غولدشميت أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى العنصر الإنساني الأساسي: العاطفة والقدرة على فهم السياق الشخصي لكل مؤمن. فالتكنولوجيا، مهما تطورت، لا يمكنها أن تحل محل العلاقة الروحية العميقة التي تتشكل من خلال التجربة الإنسانية المباشرة.

وفي النهاية، تبقى العلاقة بين التكنولوجيا والإيمان موضوعاً معقداً يتطلب توازناً دقيقاً بين الاستفادة من إمكانيات العصر الحديث والحفاظ على جوهر التجربة الروحية الأصيلة. فكما يقول المثل القديم: "التكنولوجيا خادم جيد لكنها سيد سيء".