يشهد التحول الرقمي في مايكروسوفت منعطفاً غير متوقع تحت قيادة كارولينا ديبيك هابي، أول مديرة للعمليات في الشركة منذ ما يقرب من عقد. وبدلاً من التركيز فقط على الجوانب التقنية للذكاء الاصطناعي، فإنها تتبنى نهجاً إدارياً مستوحى من الكايزن، وهو مبدأ ياباني للتحسين المستمر.
وصرحت ديبيك هابي خلال قمة مجلس وول ستريت جورنال للتكنولوجيا في نيويورك قائلة: "نحن نمتلك بالفعل تكنولوجيا مذهلة. كل شيء سيتعلق بإدارة التغيير". هذه الرؤية، التي شاركها 90% من المشاركين في الحدث، تعكس تحولاً في النموذج في نهج الذكاء الاصطناعي داخل شركات التكنولوجيا الكبرى.
بعد توظيفها شخصياً من قبل ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، بعد مغادرتها جنرال إلكتريك، حددت ديبيك هابي على الفور التحدي الحاسم: تموضع مايكروسوفت كـ "عميل صفر" في تبني الذكاء الاصطناعي لاكتساب المصداقية مع عملائها المستقبليين. وتؤكد قائلة: "الأمر يتعلق بتحقيق هدف مشترك"، مشددة على أهمية فهم عمليات الأعمال قبل أي تنفيذ تكنولوجي.
ظهر الكايزن في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لإحياء صناعة الصلب في البلاد، وأصبح منهجية للتحسين المستمر تبنتها شركات عالمية مثل سوبارو ودكتور بيبر. تحت قيادة ديبيك هابي، طبقت مايكروسوفت هذه المبادئ لتحسين عملياتها، بما في ذلك تقليل خطوات دمج العملاء من 230 إلى أقل من 40 خطوة، قبل أتمتة 75% من الخطوات المتبقية باستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي.
ولم يتوقف التحول عند هذا الحد. قامت الشركة أيضاً بأتمتة "طلبات السحب" لدمج تعديلات الكود، مما وفر وقتاً ثميناً لمهندسيها. وتختتم ديبيك هابي قائلة: "مع كل التقنيات القادمة، اختر أفضل الأشخاص الممكنين لفريقك، لأنهم سيدفعون التكنولوجيا إلى أبعد مما يمكنك تحقيقه بنفسك"، مؤكدة على أهمية الاعتماد على الموظفين الأكثر حماساً بدلاً من التركيز على المقاومين للتغيير.
عبر مقال من إعداد إيزابيل بوسكيت وبيل لين لصالح وول ستريت جورنال، 15 سبتمبر 2025