للمجاملة مع الذكاء الاصطناعي ثمن، وهو ثمن باهظ وفقاً لـ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI. في تصريح حديث أثار ضجة كبيرة، كشف المدير التنفيذي أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكراً" التي يكتبها مستخدمو ChatGPT تكلف شركته "عشرات ملايين الدولارات" سنوياً في موارد الحوسبة والكهرباء.
يثير هذا الكشف أسئلة جوهرية حول طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي. يوضح كيرتس بيفرز، مدير التصميم في مايكروسوفت، أن "الأوامر المهذبة عادةً ما تولد استجابات أكثر احتراماً وتعاوناً من الذكاء الاصطناعي"، حيث يميل النظام إلى عكس مهنية المدخلات التي يتلقاها. ومع ذلك، تأتي هذه الفائدة الظاهرة مع تكلفة تشغيلية وبيئية كبيرة.
لوضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح، فإن إرسال رسالة بسيطة من 100 كلمة إلى ChatGPT يستهلك ما يعادل طاقة 14 مصباحاً LED مضاءً لمدة ساعة. على المستوى العالمي، مع ملايين المستخدمين، يصبح التأثير كبيراً. تكشف دراسة حديثة أن 67% من الأمريكيين يستخدمون لغة مهذبة مع أدوات الذكاء الاصطناعي، منهم 55% بدافع القناعة الأخلاقية و12% "كإجراء احترازي" تحسباً لوعي مستقبلي محتمل للذكاء الاصطناعي.
"ربما تكون هذه العشرات من ملايين الدولارات أنفقت بشكل جيد - لا أحد يعلم"، مزح ألتمان خلال مقابلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن ChatGPT، كنظام غير واعٍ، لا يشعر بالامتنان أو الإهانة. يسلط هذا الوضع المتناقض الضوء على تحدٍ متزايد: كيف يمكننا تحسين تفاعلاتنا مع الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على التوازن بين الكفاءة والتأثير البيئي؟
مع اندماج الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في حياتنا اليومية، تصبح مسألة سلوكنا تجاه هذه الأنظمة حاسمة. قد يحتاج التهذيب، رغم كونه قيمة إنسانية أساسية، إلى إعادة تقييم في سياق تفاعلاتنا مع الذكاء الاصطناعي، خاصة لأسباب تتعلق بالاستدامة البيئية والكفاءة الاقتصادية.