من قلب مديرية الأرصاد الجوية.. استعمال الذكاء الاصطناعي لرصد الظواهر المناخية

Posted on 11/07/2025

في ظل تزايد الظواهر المناخية القصوى المرتبطة بالتغيرات المناخية العالمية، تسارع المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير منظومتها في التنبؤ ورصد التقلبات الجوية بدقة.

يأتي هذا التوجه في إطار تحديث أدوات المراقبة وتعزيز القدرة على التحليل الفوري للبيانات المناخية، بما يسمح بإصدار إنذارات مبكرة وتدبير أفضل للمخاطر المرتبطة بالطقس. فكيف يتم رصد هذه الظواهر المناخية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

يقول بدر الدين علوي، مهندس أرصاد جوية بالمديرية والمشرف على تطوير النماذج العددية المبنية على الذكاء الاصطناعي، إن استعمال الذكاء الاصطناعي أصبح شموليا وكليا، إذ يشمل مختلف مراحل التوقعات، بدءً من معالجة القياسات والرصد الميداني، مرورا بتحليل صور الأقمار الاصطناعية وأصداء الرادارات.

ويضيف علوي، في تصريح لـSNRTnews، أن المديرية تحاول استخدام الذكاء الاصطناعي لاستخراج بعض المعلومات من الصور، "مثل تتبع الزوابع الرملية أو رصد الصواعق الرعدية في الوقت الحقيقي".

ويشرح علوي أن هذه التقنيات لا تقتصر على قراءة الصور فقط، بل تُدمج داخل النماذج العددية، وهي أنظمة رياضية معقدة تُستخدم للتنبؤ بالحالة الجوية المستقبلية. غير أن لهذه النماذج حدودا، موضحا أنه "يصعب تكوين صورة دقيقة تماما عن الحالة الجوية الحالية اعتمادا فقط على القياسات المتوفرة، التي تختلف من حيث الشكل والمصدر".

أما الفرق بين النماذج التقليدية ونماذج الذكاء الاصطناعي، فيراه المهندس في جوهر المقاربة نفسها، مشيرا إلى أن "النموذج العددي الفيزيائي صالح لكل زمان ومكان لأنه يستند إلى قوانين علمية، بينما يعتمد نموذج الذكاء الاصطناعي على ما تعلمه من البيانات السابقة، وقد يجد صعوبة في التأقلم إذا تغيرت الظروف".

لهذا، يؤكد علوي أن الذكاء الاصطناعي "مكمل" وليس بديلا، فهو يساند الرصديين في عملهم دون أن يحل محلهم، مبرزا أن "التدخل البشري يبقى ضروريا، لأن الرصدي يدرك وقع المعلومة الجوية على الإنسان والمجتمع، بينما الذكاء الاصطناعي يقدم التوقعات دون هذا الحس البشري".

ومن بين المشاريع الواعدة التي يشتغل عليها الفريق داخل المديرية، ما يسميه علوي بـ"النموذج المغربي المبني على الذكاء الاصطناعي"، وهو أول خطوة لتطوير منظومة وطنية متكاملة في هذا المجال.

من جانبه، أوضح إدريس باري، المهندس الرئيس بالمديرية العامة للأرصاد الجوية ورئيس مصلحة التنسيق للاستعلام المناخي، أن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي فرضته طبيعة الظواهر المناخية القصوى نفسها، إذ "تتميز هذه الظواهر بالندرة، وتحدث في نطاقات زمنية ومجالية ضيقة، ما يجعل التنبؤ بها صعبا باستخدام النماذج العددية التقليدية فقط".

وأكد باري، في تصريح لـSNRTnews، أن المديرية بدأت أولى تطبيقات الذكاء الاصطناعي سنة 2016، مضيفا بالقول: "واليوم وصلنا إلى مرحلة النضج في استعمال هذه التقنيات للتنبؤ بالظواهر القصوى".

"بدأت التجارب بتحليل ظاهرة الضباب، ثم توسعت لتشمل التنبؤ بدرجات الحرارة القصوى والدنيا، من خلال جمع معطيات من الأقمار الاصطناعية والرادارات ومحطات الرصد، إضافة إلى بيانات أرشيفية ضخمة تساعد الذكاء الاصطناعي على التعلم"، يقول باري.

ويرى المهندس الباحث في الذكاء الاصطناعي والتطبيقي في التنبؤ بالظواهر المناخية القصوى أن الذكاء الاصطناعي يوفر حلا عمليا لتجاوز محدودية الشبكة الرصدية التي لا تغطي كامل التراب الوطني، قائلا: "نستطيع بفضله الكشف عن المناطق التي يتشكل فيها الضباب حتى في غياب محطة رصدية، والنتائج الأولية مشجعة للغاية."

في ختام الجولة داخل أروقة المديرية، يؤكد مهندسو الأرصاد الجوية بالمديرية أن التحول نحو الذكاء الاصطناعي في الأرصاد الجوية لم يعد مجرد توجه عالمي، بل أصبح واقعا عمليا في المغرب، يَعد بتوقعات أدق واستعداد أفضل لمواجهة الظواهر المناخية القصوى.
__________________________________

يقوم موقع SNRTnews على مبدأ المصداقية في الإخبار، ليقدم لكم الخبر مكتمل الأركان، وبالوثوقية اللازمة.
يهدف موقع SNRTnews إلى تقديم صحافة دقيقة، ومحايدة، ومستقلة، ومنصفة.
__________________________________
يرجى الاشتراك..
Youtube | https://bit.ly/2SgP4TA
__________________________________
تابعونا على..
Official Website | https://snrtnews.com/
Facebook | https://www.facebook.com/snrtnews
Instagram | https://www.instagram.com/snrtnewsar
Twitter | https://twitter.com/SNRTNews

©SNRTNEWS جميع الحقوق محفوظة

#SNRTnews
#SNRT
#مصداقيةـالخبر
#مديرية_الأرصاد_الجوية
#أحوال_الطقس
#الذكاء_الاصطناعي
#ظواهر_مناخية
#تغيرات_مناخية
#بيانات_مناخية
#مخاطر