يطوّر باحثون منصّة تجريبية تُسرّع نشر الأبحاث العلمية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. الفكرة جريئة: قبول مخطوطات مكتوبة بالذكاء الاصطناعي، ثم إخضاعها لمراجعة أقران تنفّذها بدورها أنظمة ذكاء اصطناعي، في محاولة لمعالجة الضغط الهائل على دور النشر العلمية منذ صعود النماذج التوليدية.
تقدّم aiXiv نفسها كمنصّة مراجعة تكرارية ترافق المخطوط عبر جولات تقييم سريعة. عند تقديم أي بحث، تدخل خمسة «وكلاء» من نماذج لغوية كبيرة (LLM) لتقييم الجِدّة والصلابة التقنية والأثر المحتمل على التخصص، واقتراح تصحيحات وتعليقات للمؤلفين — سواء كانوا بشرًا أم أنظمة — ليعيدوا الإرسال بعد التحسين. إذا أوصى ثلاثة من أصل خمسة بالقبول، يُنشر المخطوط علنًا.
تعد المنصّة بحجمية معالجة مئات الإرسالات بالتوازي، وبأوقات مراجعة تُختزل إلى دقائق بدل أشهر أو سنوات. تتضمن آليات حماية لاكتشاف التعليمات الخفية أو التلاعب داخل النصوص التي قد تستهدف انتزاع تقارير إيجابية من المراجعين الآليين، في محاولة لتقليل المخاطر السلوكية المرتبطة بالنماذج التوليدية.
مع ذلك، تُثار أسئلة جوهرية حول التحقق من مصداقية الدراسات ووجودها الفعلي، وحدود قدرة النماذج اللغوية على تمييز البحث الأصيل من المحاكاة المقنعة. يشير مختصون إلى أن براعة التقليد لا تعني بالضرورة كفاءة علمية، وأن تسريع النشر يجب ألا يأتي على حساب التثبت من البيانات والمنهج والنتائج.
تفتح aiXiv نقاشًا واسعًا حول مستقبل مراجعة الأقران في عصر الذكاء الاصطناعي: هل تصبح النماذج اللغوية جزءًا من البنية التحتية للنشر العلمي، أم تبقى أدوات مساعدة تُقيَّد بضوابط صارمة؟ بين وعود السرعة وقابلية التوسع، ومسؤولية الدقة والتحقق، يبدو أن القطاع يدخل مرحلة اختبار تُعيد تعريف معايير الجودة والشفافية في الأبحاث.