أوقفت شركة OpenAI إمكانية إنشاء مقاطع فيديو تظهر الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور عبر تطبيقها Sora لفيديوهات الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد احتجاجات من عائلة الدكتور كينغ بسبب انتشار مقاطع مسيئة ومهينة تُظهره في مواقف غير لائقة. ويأتي هذا القرار ضمن جهود OpenAI لتعزيز الضوابط على استخدام صور الشخصيات التاريخية، حيث بات بإمكان العائلات أو الممثلين المعتمدين طلب منع استغلال صورة شخصياتهم في محتويات Sora.
أثارت منصة Sora جدلاً واسعاً بعد إطلاقها قبل أسابيع، إذ سمحت للمستخدمين بإنشاء فيديوهات واقعية لشخصيات تاريخية وحتى أشخاص أحياء دون رقابة كاملة، ما أدى إلى ظهور مقاطع مخالفة للأخلاق وقيم الاحترام، منها فيديوهات تُظهر الدكتور كينغ وهو يصدر أصوات تسيء له أو يتصرف بسلوكيات ملفقة، إضافة إلى صراعات وهمية مع شخصيات حقوق مدنية أخرى مثل مالكوم إكس. وقد طالبت ابنة الدكتور كينغ، بيرنيس كينغ، الجمهور التوقف عن نشر مثل هذه الفيديوهات، كما دعمتها عائلات شخصيات عامة أخرى.
يمثل هذا الحادث جزءًا من نقاش أوسع حول أخلاقيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة للتزييف العميق "Deepfake"، ومدى احترام حقوق الأفراد المتوفين وعائلاتهم. وأوضحت OpenAI أنها تعمل على تنفيذ طبقات حماية إضافية تتيح التحكم بالعروض والتصوير الرقمي للشخصيات العامة إما عبر الموافقة أو بناءً على طلب من ذوي الحقوق.
تُظهر هذه التطورات حجم التحديات التي تواجهها التكنولوجيا الحديثة في تحقيق التوازن بين حرية الإبداع وحماية الكرامة الإنسانية واحترام الذاكرة التاريخية للشخصيات العامة. كما تؤكد الحاجة إلى وضع أطر قانونية وأخلاقية صارمة لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي في المحتوى الإعلامي والفني، حفاظاً على سمعة وأثر الشخصيات التي شكلت التاريخ ووجدان الشعوب.